Saturday, January 22, 2011

حجاب 5% كحول

ملاحظة جديدة, و هذه المرة على المفهوم المشوّه للحجاب في مصر .. و هي ملاحظة للرجال قبل النساء. ففي زمن جدتي لم يكن الحجاب موجودا, و كانت المرأة تلبس "إيشارب" على رأسها فقط عندما تكبر من باب "الحشمة". و بعد انتشار المفاهيم الدينية و التقاليع الأمريكية على التوازي, و مع وجود المكوّن السحري المسمى بقلّة الوعي, كان الناتج حجاب من نوع جديد. ربما هو ليس حجاب بالمعنى المعروف بقدر ما هو "ستايل" خاص بالسيدات و البنات المصريات. هذا الحجاب -مع اعتذاري للكلمة- يتكون في أغلب الوقت من:

1- قطعة قماشية تغطّي الرأس. و من باب الـموضة تأخذ عدة أشكال, و هنا يوجد شكلان لابد أن أتحدث عنهما. الشكل الأول هو حجاب سلاحف النينجا: و هي ربطة تأخد اسم "الاسبانيش", و هي ربطة عجيبة لا تليق مع أغلب بنات حواء و رغم ذلك يزداد إصرارهن على استخدامها. و الربطة الثانية هي ربطة الكائنات الفضائية: وهي عدة طبقات من القماش ملفوفة فوق بعضها, و أسفل هذه الطبقات توجد قطعة إسفنجية (تباع منفردة !) لزيادة حجم الجمجمة أسفل الحجاب. و هي في مجملها خليط من الشكل الخليجي و أفلام "ستيفن سبيلبيرج". وفي كل الحالات, لا مانع من ظهور بعض خصلات الشعر من باب إثبات أن تحت الحجاب توجد "بضاعة جيدة" (و من أجل ذلك قد تكوي أو تصبغ القطعة الظاهرة فقط).

2- قطعة قماشية تغطّي الجزء الأعلى, و في الغالب تكون "بادي كارينا" لا يضيف للجسم إلا لونا جديدا. فهوا يبرز *كل* التفاصيل الدقيقة للجسم الأنثوي بكل أحجامه و كتله الدهنية. و ربما من باب الحشمة أو البرد تضاف قطعة أخرى (توبّ) بشرط ألا تنتقص من جمال الأنثى.

3- بنطلون ماركة "دهانات سايبس" شكلا و مضمونا. فلابد أن يكون لونه لافتا لكي تتميّز الأنثى عمّن حولها. ولابد أن يكون واصفا لكن الثنايا و الزوايا و كأنها اكتفت بالنزول في بركة من الدهانات و اعتبرت اللون هو قطعة ملابس. و لمزيد من الشياكة قد تضيف للبنطلون حزام "مي عز الدين". البعض يفضل أن يكتمل البادي الكارينا ببنطلون كارينا مشابه, و لكن في هذه الحالة لا بديل عن جيبة فوق البنطلون (و إلا كانت تبقى مصيبة!).

4- بعض الاكسسوارات الإضافية مثل الحزام السابق ذكره, أو حلق يتدلى من الأذن التي خرجت من حجاب الرأس (و الاسم الحركي: حجاب الميكي ماوس). ولا ننسى العقد الطويل اللامع و البووت الجلدي الذي لا يتناسب إطلاقا مع ما سبق ذكره.

و بالرغم من كل هذه المظاهر التي تبعث على القيء, فإن كثيرا من العائلات تصرّ على إضافة قطعة القماش على رأس الفتاة بمجرد رؤية بروزاتها و مناورها, و ينسون تماما (أو يتناسون) أن يغطّوا هذه التضاريس. و بزيادة هذه الأشكال تتحوّل لنمط مميز لبنات مصر (و إنا لله و إنا إليه راجعون) فتصبح رؤية الفتاة الملتزمة بمبادئ الحياء و الأخلاق (بل و الذوق) شيئا نادرا. و هنا يأتي سؤالي للشباب الباحث عن شريكة الحياة: هل يكون من الأفضل يا شباب أن تتمسكوا بحجاب الرأس الذي يمثّل نسبة ضئيلة (و أقل خطورة) من الجسد و تنسون الباقي؟ أم أن تبحثوا عن من التزمت بحجاب الجسد  الذي يمثّل الأغلبية؟

 بالطبع هذه ليست دعوة لترك أركان الحجاب أو التفريط في أجزاء منها, و لكنها دعوة للبحث عن الأهم من الحجاب: البحث عن الحياء. فمن ارتضت بغطاء الرأس بأمر من أهلها أو مجتمعها و فرّطت في جسدها لن تتمكن -أنت- بسهولة من أن تغيّرها بعد الخطوبة أو الزواج (هل ظننتَ أن هذا ممكنا! و بالتراضي!), و لكن من دفعها حياؤها أو أخلاقها إلى الملابس المحتشمة فهي الأفضل بلا شك, و إن نقص حجابها عند الرأس. ولا جدال في أن من التزمت بحجابها كاملا ستكون هي الملكة المتوجة بينهّن.


2 comments:

  1. عدلي البرنس ابن الناس الكويسين.
    رايك زي رايي.
    وكلامك زي الفل.

    ReplyDelete
  2. شكرا جزيلا يا برنس البرانيس

    ReplyDelete

Powered by Blogger.