Monday, April 15, 2013

عن التعليم الهوليوودي و تغيير التاريخ و الجغرافيا


منذ عدة أشهر تعثرت في فيديو يتحدث عن صياغة هوليوود لأشكال الحب و فرضها علينا حتى أصبحنا نحب بنفس الأنماط المفروضة علينا. اليوم تذكرت هذا الفيديو عندما تعثرت في كلمة "Apocalypse" أثناء محادثة قصيرة لأتذكر كيف تتم معاملتها على أنها "نهاية\فناء العالم".

الكلمة اليونانية الأصل (أبو: عكس\إزالة. كاليبس: غطاء) تسرد أسطورة يونانية عن كشف الآلهة لكل الأسرار و القوى التي كانت محبوسة عن الإنسان في الماضي بعد فترة من الضياع و الانحدار. و انتقلت الكلمة بنفس شكلها للإنجليزية في سِفر الرؤيا لتتساوى مع Revelation (الكشف) في مضمون ليس مطابقا و لكنه مشابه من حيث رجوع المسيح عليه السلام بعد سلسلة من الأحداث المخيفة. المهم أنها لا تعني نهاية العالم سواء في الأساطير اليونانية أو المسيحية و لكنها تعني بدء مرحلة جديدة من الازدهار (أذكر شيئا مشابها في اليهودية, ليس موضوعنا الآن, المهم أن الفكرة وصلت).

و لأن الإبداع الهوليوودي لا يقف عند حد ولا يمانع في الخلط و الابتكار, تدرجت الكلمة حتى أصبحت رمزا لفناء البشرية. و من أشهر الأفكار هذه الأيام "Zombie Apocalypse" حيث يسير الأحياء الأموات ليأكلوا عقول البشر و تنتهي البشرية (هل ذكرت طرح مناقشة مقاوة الزومبي في البرلمان الكندي؟ ها قد فعلت), و لا مانع من نهاية سعيدة حين يظهر البطل الأمريكي (رجل أو امرأة) للحول دون ذلك.

مأساة أخرى في الجغرافيا تذكرتها أثناء الكتابة, في فيلم Transformers. نجد أن الأرض انكمشت حيث نجد جنودا يأتون من ساحل المتوسط ليصلوا إلى الجيزة في دقائق, ثم يهرب البطل من الجيزة (المحاطة بصحراء يسكنها بعض البدو!) إلى مدينة البتراء في الأردن و يرجع مرة أخرى في وقت قياسي و الشمس لا تزال في السماء. كل هذا و معه انفجارات في الأهرامات و تدمير لحائط تاريخي في البتراء دون أن يتحرك أي جيش أو شعب و كأنها أراض قاحلة.

و لا حاجة بنا لتفنيد أفلام أخرى عن أهل الصحاري و الإرهابيين الملتحين الذين يملئون الشرق و دائما ما يتعاونون مع قوى الشر الأخرى: إيران, العراق, روسيا, كوريا الشمالية, أفغانستان, باكستان, دول شرق أوروبا. و لا لذكر القوات و الأبطال الذين يتحركون لإنقاذ العالم في هذه الدول و غيرها دون ممانعة من الأفراد الضعفاء لهذه الدول إن ظهروا.

هذه الدروس العلمية هي مصدر غير قابل للجدل عند الملايين حول العالم. يجلسون أما الشاشات المضيئة ليستقوا المعلومات. و الحل ليس في إغلاق الشاشات لأن هذا مستحيل و غير عملي. الحل -ربما- في التوعية الموازية. العمل على كيانات قوية تمتع و تعلم. هل تذكرون أسلوب الأمهات في وضع قطع من الطعام المفيد الذي لا نحبه داخل أطعمة لذيذة؟ نحتاج لوجبة سهلة الهضم ترفّه و تعلّم. لأن تلقّي الوجبات الفاسدة لن يؤثر فقط على النمو, بل يصيبنا بالأمراض (أظننا نعاني منها الآن).
Powered by Blogger.