Sunday, May 8, 2011

مسلم و مسيحي و حمامتين



(تحذير قبل البدء: أنا لا أخاف من التحدث بصراحة, قد تؤلم البعض, ولكن الألم جزء أساسي في الحياة)

احنا ناقصين أصلنا. كل شوية تطلع مشكلة بسبب إدارة قذرة و الصغيرين هما اللي يلبسوا في الحيط أو يمشوا ورا اللي بيتقال زي البهايم. و من كتر خنقتي أكتب شوية كلام عن التعامل بين المسلمين و المسيحيين و الأسلوب الساذج في التعامل مع المشاكل, و في النص أكتب عن أصل كلمة "قبطي" للمرة المليون و أنفي علاقتها بالمسيحية. ياللا .. خلليني أرجع أكتب باللغة العربية تاني, ع الأقل الشتيمة بيبقى شكلها أرقى.

كل فترة تظهر مشكلة لفتاة أسلمت ثم اختفت و ادعى زوجها أو شيخها أنها اختطفت, و ادّعى أهلها أو شمّاس كنيستها أنها هاربة بسبب مشكلات و لم تسلم ... ثم ندور في حلقة مفرغة تدل على غباء مفرط في التحليل.

أجمل ما في الصمت هو سماع آراء حديدة و حكايات لا حصر لها. من سائق التاكسي لكلام الأقارب لحكايات البرامج و الجرائد. امرأة مسيحية تزوجت رجلا مسلما و كان أهلها أرقى من التهور فاكتفوا بمقاطعتها. و أخرى أسلمت و هربت من أهلها في الصعيد إلى القاهرة, لتختبئ مع زوجها في زحام العاصمة, و يبحث أهلها عنها لينزلوا بها أشد العقاب, و ينال زوجها ما لذ و طاب من التعذيب و ربما القتل. أو أسمع من عجائز حي عين شمس عن امرأة تدعى "وفاء قسطنطين" أسلمت ثم تم خطفها و حبسها في منزل في منطقة النعام حتى تم ترحيلها لأحد الأديرة. و كلام عن كنيسة في حي مصر الجديدة تحدث فيها أمور مماثلة مع نساء أو رجال دين أسلموا. و نهاية بالفتاة "عبير" التي خطفتها الكنيسة لحين يتم ترحيلها لأحد الأديرة. و قصة الأخيرة موجودة بالتفصيل من فم وزير الداخلية (منصور العيسوي): زوج أخذ الشرطة و الجيش ليطالب بزوجته من الكنيسة فتم إغلاق الأبواب و بدأ أحد المسيحيين ( و ليس الأقباط) بإطلاق النار.

و بين كل قصة و قصة تجد قصة أخرى دموية. قال أهلنا في الماضي: لا دخان من غير نار. فأقل ما يجب أن يحدث من أي إنسان رائد عاقل بالغ أن يسأل عما يحدث و يتحقق منه, لا أن يسمع دون تحليل و من كل الأطراف. أعرف يقينا ما يقوله المسيحيون في كنائسهم (من كلام المسيحيين العقلاء و من أسلموا) كما أعرف يقينا ما يقوله المسلمون. أعمال معروفة تحدث, و لكن بسبب عمليات الشحن المتواصلة يصبح الموضوع أكثر من مجرد اختطاف, بصبح الموضوع حربا بين جانبين. و من أحب أن ألعن في مثل هذه الظروف؟ نظير جيد المسمى بشنودة. فبسبب قراءتي عن المسيحية الحقيقية عرفت أنها بعيدة عما يقوله هذا العجوز و من حوله من خرافات و إسقاطات تزرع الفتنة و الحقد بين من يسمعه من الديانتين. فهو دائم التمسّح في النظام السابق. و لا يكف عن ذكر "أقباط المهجر" ليشير أن المسيحية هي الأساس في مصر و أن المسلمين أتوا غازين و أنهم ليسوا أقباطا, و أن مسيحيوا الولايات المتحدة هم مطرودون من بلدهم, تماما مثلما يقول اليهود عن الشتات و أرض الميعاد. يقول أنه لا يريد مشكلات و يريد أن يعيش في سلام بعيدا عن السياسة  في إشارة لأن المسيحيين هم قلة مستضعة تمشي بجانب الحيط, ثم يذهب في جولات يلقي فيها بكلام لا يصح و زيارات متكررة لأمريكا بحجة العلاج, تماما مثل من يتمسح بهم و دخلوا الأن سجن طرة.

و للأسف من يسمع هذا الكلام من المسلمين أمثالي يدرك الجريمة التي تتم برعاية الإعلام و الحكومة بالكامل. فأنا لا أريد أن أجد مجموعات دينية مغلقة على نفسها تفيد بعضها البعض بداخل الكنائس و لا تريد الانخراط في المجتمع بحجة أن كبيرهم قال هذا. و من يسمع هذا الكلام من المسيحيين و يصدّقه يصبح دمية في يد كاهن لا يريد إلا مصلحته, و من يسمع ولا يصدّق يصبح من المغضوب عليهم. و والله لو أصبحت مصر دولة مسيحية لظل المسيحيون أقلية تشعر بالخوف لأن من هذه الأحاسيس تأتي الفوائد للكهنة, يحدث ذلك منذ عصر الفراعنة مع كهنة الشمس و حتى الآن.

أنا كمسلم لا أستمع لشيخ أيا كان اتجاهه إلا بعد التأكد من مصادره و منطقية كلامه, و لا أريد أن أكون دمية في يد أحد الشيوخ لمجرد أنه يمتلك لحية و درس بالأزهر. و أفاجأ بزملاء لي من المسيحيين يجرون دون تفكير وراء شنودة و من تحته ويغضون بصرهم عن أي خطأ و كأنه نبي منزّه عن الخطأ. لماذا لا تفكرون بعقولكم بدلا من عقل هذا الرجل العجوز؟ ألا ترون ما فعله مع النظام القديم و لا يزال يفعله الآن؟ كيف تترحمون على أيام "مبارك" العميل؟ هل تريدون من "يشحت" عليكم بحجة الأقلية المستضعفة و يكبت الملتزمين من إخوانكم المسلمين من الناحية الدينية ثم يسرقككم و يسمم غذاءكم جميعا دون تمييز لدين؟

لا فائدة من العلاج بالكبت و الصمت. لابد من فتح الحوار على مستوى الشعب بعد التخلص من رؤوس الفساد. من يشحن الخوف في المسيحيين و من يشحن الغلظة في المسلمين. صورة المسلم و المسيحي و الحمام الأبيض في الخلفية لا تفيد في شيء. بل على العكس: المخ الخامل كلما سمع كلمة "مسلم و مسيحي" فهو يتم تدريبه تلقائيا على الفصل و التمييز, و من لا يعي ما يحدث أو يفكر فيه تجده يتأثر بهذا التمييز دون أن يشعر. كل ما يحدث هو نتيجة لقلة الثقافة, و الثقافة ليست بالشهادات. فجدتي –رحمها الله- التي تربّت في حارة اليهود في أسرة بسيطة تملك من السماحة و الثقافة أكثر ممن يتباهى بشهاداته.

بالله عليكم حكّموا عقولكم و اسمعوا من كل الأطراف, ليس لأحد سلطة علينا إلا الله و رسله, و الباقين قد يضلّون أو يخطئون. إن كانت ابنة "عفت السادات" تم خطفها و إرجاعها بعد عدة ساعات على يد الشرطة (أو هذا ما قاله الإعلام), فيمكن للشرطة و الجيش و الأهالي إظهار أي فتاة مختفية "إن" أرادوا ...


معاني المفردات:ـ
قبطي: مصري, ليس لها علاقة بالمسيحية
شيخ: رجل عجوز, ليس لها علاقة بالإسلام



Sunday, May 1, 2011

سيرة الحب



الحب هو ذلك الشيء الذي ... يعرفه الكثيرون ... و لا يعرفونه ... شيء لطيف ... شيء مؤلم ... شيء عظيم ... شيء تافه.
فكّرت في ذلك الشيء و لم أصل إلا لمجموعة تخاريف تحاول وصف الغير موصوف, تماما مثلما يحاول أحد أن يرسم على الهواء. الحب الذي أقصده ليس حب الله أو الوطن, و لكن حب النصف الآخر.


من كتر الحب لقيتني بحب:

جملة سمعتها بالصدفة في أغنية لأم كلثوم, و صدمتني كأني لم أسمعها من قبل, ففي هذه الجملة أحد أسباب الحب. يوجد مثال لأحد الأشخاص الذي نقابلهم بين الحين و الآخر, الشخص الذي "يحب على نفسه", أي يفيض بمشاعر إيجابية يسعى لتفريغها في أي شخص أمامه, و بسبب ميوله فهو يسعى لتفريغها في شخص تحت مسمى الحب, ليس حب الشخص بقدر حب الحب ذاته, و أمثال هذا الشخص من ذوي الاهتمامات الأخرى تجدهم يذهبون بحبهم إلى العمل, أو الجهاد, أو حتى الجريمة.


فرز اللاوعي:

ذلك تفسير آخر حاولت تطبيقه على بعض الأشخاص و وجدته منطقيا. في الجزء الغير واع من تفكير الإنسان, يجري المخ إسقاط للمواصفات التي يحبها في الشريك/الشريكة على كثير ممن يجدهم ليرى مدى التوافق مع هذه المواصفات. فالإنسان عندما يكون مستعدا لذلك, يبدأ دون وعي في فرز من يراهم و يتعامل معهم ليرفض البعض و يقبل البعض حتى تظهر أفضل حالة مطابقة, و إما يكون الوضع في الناحية الأخرى مشابها ليكون "الحب المتبادل" و إما يكون الحب "من طرف واحد". لذلك عندما أرى الصفة الغالبة على شخص و ميول نصفه الآخر أبدأ في ملاحظة هذه النظرية, و أسمع جملة "لايقين على بعض" و "لابقين لبعض" عند وصف حبيبين أو زوجين اختارا بعضهم البعض, فالمواصفات التي يطلبها كل طرف في الآخر قد تواجدت, الميول متقاربة في بعض المواضع.
و تحت هذه النقطة قد أضيف الترسّبات في الذاكرة التي قد يتسبب شخص تقابله في إظهارها على السطح, امرأة تشبه حبك الأول , رجل يشبه المغني المفضل لكِ, و هكذا.


البحث عن الكمال:

تلك النظرية وجدتها في كتاب بعنوان The Power Of Now , و هي تبدو نظرية صحيحة. يقول الكاتب أن الإنسان في بحثه عن الكمال يهرب من نفسه و يذهب للعناصر الخارجية التي تحقق ذلك الكمال. فالإنسان قد يبحث عن الأمان أو الاهتمام أو حياة جديدة من اختياره , و هو/هي شريك أساسي فيها, أو مجرد حاجات بدائية. و يكون "الحب" هو تفسير لإيجاد الشخص المناسب لتلك الاحتياجات. و لكن بعد أن يبدأ الانسان في الانغماس في هذه الأحاسيس التي وجدها أخيرا, يبحث عن أهداف جديدة يجري ورائها, و هذا سبب للتحرك المستمر بين لحظات التفاهم و الشجار بين الطرفين في العلاقة.


احتياج جسدي في صورة راقية:

ذلك ما يحاول البعض رفضه رغم مشروعيته. عندما يجد شخص ما غريزة أساسية يحاول إنكارها أو وضعها في شكل أكثر رقيا. و كأن الانجذاب الجسدي ليس شيئا مسلّما به. ربما لا يريد الكثيرون أن يسلّموا به اجتماعيا, لكن العلماء يصرون على التسليم به, فلا مجال للهروب من الهرمونات و كهرباء الجسد. لا أبالي إن كان هذا الانجذاب قد يبني أسرة قوية أم لا, ما أتكلم عنه هو الانجذاب الغامض الذي قد يأخذ كلمة "حب". تلك النقطة قد تكون جزءا من النقطة السابقة, و لكن هذه المرة هي محاولة للاعتراف بنوع آخر من الانجذاب, الانجذاب الكيميائي.


من كل ما سبق يبدو لي أن كلمة "حب" هي كلمة تم الاتفاق عليها لوصف أي انجذاب غير واضح. و بدلا من البحث عن السبب في ذلك الانجذاب و معالجته أو مباركته, نكتفي بالتسليم له ثم نشكو من اختفائه لسبب "غير معروف".
Powered by Blogger.