Tuesday, February 8, 2011

كيف يخرجون آمنين؟


لمن يرى أن مبارك ( و رجاله) بستحقون الخروج الكريم أو الانتظار حتى الانتخابات:ـ

لو مات والدك في إحدى حوادث العبارات أو القطارات
لو ضاعت أموالك على قطعة أرض في مشروع توشكى العظيم
لو أصاب الشلل أخاك بسبب الإهمال الطبي
لو اعتُقل أخوك بسبب لحيته
لو عانت والدتك بسبب السرطان الذي يأكلها حية
لو كنت لا تزال تتابع ما يحدث يوميا في أرض فلسطين
لو كنت ترى الاضطهاد الحادث لأهل الصحاري
لو كنت تتابع ما يحدث الآن من شحن للأموال خارج البلاد

هل ستنتظر عدة شهور لتجد البلد "على البلاطة"؟
هل ستتركهم يهربون بما فعلوا؟
هل ستتركهم يخرّبون في البلاد قبل رحيلهم؟
لو رأيت ما حدث في ليلة هجوم البلطجية ستعرف كيف سنكون الأيام القادمة أسوأ و أسوأ


أنا شخص غير أناني, جاءت نهاية الشهر و لم أحصل على مرتّبي, و تأخرت بعض معاملات شركتي و كان يمكن أن تنتهي و ينتهي عملي معها, و ربما استولى البلطجية على شقتّي التي أتمنى من الله أن يكرمني فيها, و ربما خرّبوها أو تركوا بها قتلاهم. فهل أخاف على توقف عملي في حين أن الملايين لا يجدون عملا كريما؟ هل أخاف على خسارة أموالي في حين أن الملايين يخسرون يوميا بسبب البيروقراطية و التلاعب بالأوراق؟ هل أخاف على صحّتي في حين أن الآلاف يموتون سنويا من السرطان و الفشل الكلوي و الالتهاب الكبدي و حوادث الطرق السريعة بسبب انعدام ضمير مسؤولي الصحة و الصناعة و التموين و المرور؟ هل أخاف من وقوفي لحماية بيتي لعدة أيام في حين أن الآلاف ينامون في المقابر و الشوارع ولا يأمنون ليلة واحدة؟ هل أرضي بالاستقلال الوهمي في حين أن إخوتي في فلسطين يعانون بشكل يومي أضعاف ما يمكن لشخص أن يتخيّل؟
الأنانية لها معانٍ كثيرة, و ظهرت في الأزمة الأخيرة .. حيث قال الكثيرون: نفسي نفسي.
فنصيحة من شاب يهتم لبلده و أهلها أكثر من اهتمامه بنفسه: استغل صوتك و صحتك في حماية من لا صوت ولا صحة له. إذا تركت العمل لغيرك فأنت لا تستحق نتاجه.
Powered by Blogger.