Tuesday, October 23, 2012

شالو هال - القصة الحقيقية

عندما رأيت فيلم Shallow Hal معروضا على إحدى القنوات منذ عدة أيام, تذكرت تجربة قام بها شخص مقرّب جدا منذ عدة سنوات. لمن لا يعرف قصة الفيلم, فهي باختصار عن شخص يجري وراء النساء حسب مظهرهن الخارجي, و في يوم من الأيام قابل معالجا روحيا قام بتنويمه مغناطيسيا بحيث يري الجوهر لا المظهر, و بعد ذلك تغيّرت معاييره تماما. و توجد منه نسخة مصرية مقلّدة للمنتج المخرّب للسينما المسمى بـ"السبكي": حبيبي نائما.



عندما تذكّرت التجربة, فكّرت في انجذاب الناس لكل ما هو مستحيل و حبّهم للخوارق رغم وجود بدائل تقرّبهم من أحلامهم. بل في بعض الأحيان تفقد الأحلام جمالها عندما تتحول إلى حقيقة. و على خلاف هذا, فقد كانت التجربة جديرة بالاستمرار لعدة أسابيع, ثم شهور, ثم سنوات. مقدمات التجربة باختصار كالآتي: كان هذا الشخص يشعر بانعدام الأخلاق في الاستهزاء بشخص بسبب صفات لا دخل له فيها كالمظهر, و لكن في نفس الوقت لا يمكن التحكم في رد الفعل في المواقف المفاجئة. ثم جاء مثال آخر يوضح أهمية رد الفعل في حلقة للدكتور عمرو خالد, ذكر فيها أن عاملا للنظافة رآه في الشارع فأراد احتضانه, فكانت هي لحظة واحدة لأن يحتضنه بالمثل أو ينفر (و إن احتضنه لاحقا), فهذه اللحظة كفيلة بمعرفة الرد الحقيقي للإنسان قبل أن تتدخل العوامل الأخرى للعقل, و هي لحظة يمكن للطرف الآخر أن يلحظها و يتأثر بها.

ظهرت فكرة التجربة عندما حاول هذا الشخص إقناع نفسه بأن لكل إنسان جماله, و أن لا شخص كامل. فكانت جملة مثل: "و مين جميل؟" للاعتراض على كمال أي إنسان. و هذه الجملة كانت ذات تأثير فتمسّك بها, و إلى هنا انتهى الجزء اليسير الذي كان مليئا بالتتابعات الغير مقصودة و بدأ جزء العمل. هذا الجزء احتاج لمراقبة العقل طوال الوقت في انتظار أي موقف يحتاج العقل فيه للحكم على شخص من الخارج. فكلما جاءت فرصة للحكم على شخص بالدمامة أو الجمال كان عليه أن يذكّر نفسه بأن لا أحد كامل و لكلٍ نقاط قوة و ضعف, مع استطرادات و بحث في كل حالة إن أمكن. و استمر هذا الأمر معه كما ذكرت لسنوات. وفي كل مرة تزداد الثقة و تزداد سرعة البحث عن نقاط الجمال في كل شخص. و مع الوقت -و كما في تدريبات الدفاع عن النفس- يصبح الأمر تلقائيا و لا يحتاج لوقت تفكير أو عامِل حفّاز. و بذلك -و مع الوقت- بدأت الفروق بين الناس تقلّ بشكل تدريجي -و إن استمر وجود الكثير منها- بشكل كاف لتقبّل عدد أكبر من الناس و تقليل الانجذاب لعدد أكبر من أصحاب المظاهر الجذابة.

تلك كانت التجربة باختصار. لا أظن أنها مناسبة للجميع لأن لكل شخص تفكيره -و البعض لا يفكر من الأساس-, و لأن لكل شخص طريقة تأثير تناسبه. و لكنني وجدتها طريقة جديرة بالاحترام. ففي حين أن الأمر يبدو ظاهرا في كتب الدين و في دروس المدارس و حلقات التنمية البشرية, إلا أن طريقة التطبيق هي التي تحدد إذا كانت الفكرة ستستمر و تدخل النفوس أم ستظل على الأوراق.

2 comments:

  1. الفيلم بقى نفسه ..... Warth watching ولا مش Warth it ?

    ReplyDelete
    Replies
    1. يستحق المشاهدة. فكرته و حبكته جيدتين, و جاك بلاك من الكوميديين الجيدين

      Delete

Powered by Blogger.