Monday, July 4, 2011

أتجعل فيها من يفسد فيها؟

 
(تنويه: فضفضة و هلوسة بدون هدف محدد, الاستمرار على مسئوليتك الشخصية)

"أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبّح بحمدك و نقدّس لك؟". قال: "إني أعلم ما لا تعلمون".
هذا ما قاله الله للملائكة عندما استعجبوا من خلافة هذا الكائن لله في الأرض, و كم أتمنى من كل قلبي أن أعلم هذه الحكمة سواء في الدنيا أو الآخرة. فمن يتفكّر في قول الملائكة يجد أن من بين كل الصفات الإنسانية ذكرت صفات الفساد و العنف. و الملائكة لا تكذب أو تتجنّى أو تذكر أنصاف الحقيقة لأنها مخلوقات نظيفة لا تنطق إلا بأمر ربها. و معنى ذلك أن الصفات الإنسانية البذيئة هذه هي صفات أساسية في الجنس البشري.

و من يتفكّر في موازين الكون من الذرّة للمجرّات يجد الكمال بعينه, و لا يشوب هذا الكمال إلا ذلك الكائن المسمى بالإنسان. لا يتوقف عن التكائر بشكل ضار بالكائنات الأخرى حوله, يفسد بيئته و يلوثها من أجل رفاهية زائدة, يخلّ بالتوازن البيئي من حوله بطريقة نرجسية مقززة.

هل ما ذكرته يتوافق بالصدفة مع آيات القرآن: أكثرهم الفاسقون, أكثركم فاسقون, أكثرهم لا يعملون, أكثرهم لا يعقلون, أكثرهم كاذبون .... إلخ؟

في أحد دروس الدكتور طارق السويدان ذكر أن أحد القدماء قال أن واحد بالمائة فقط من البشر كانوا ذوي تأثير على العالم, و الباقون كانوا تابعين. و تلك هي الحقيقة, فلا يشترط بالتقدم أو الحضارة أن تأتي من مجتمع كامل العقل. أبسط مثال هو المقارنة بين جماعة من النمل و جماعة من البشر, انظروا كيف تتعامل جماعة النمل مع أي موقف و كيف تتعامل جماعة البشر. فهذه الحشرات العظيمة تستطيع أن تعمل متحدة, و كل فرد في موقعه. أما هذا الكائن الحقير المسمى بالإنسان فلا يمتلك العقل الذي يدفعه للعمل في مكانه المناسب أو حتى العمل على الإطلاق (مع ملاحظة الفرق بين كلمة "العمل" هنا و "العمل" في شركة أو مصنع), بل يكتفي بأن يصبح عبدا لغيره من بني البشر ليدير حياته و يفعل ما يشاء, فصاحب العقل يصبح كالإله على الأرض وسط الرعاع.

لا, أنا لا أشكك في مقادير الله. و نعم, لازلت أريد التفكير و التدقيق, فلولا هذا البحث دون خوف لكنت تركت ديني منذ زمن. فأنا مؤمن بأن عقلي هو ما يميّز البعض من بني جنسي, ولو تخلّيت عنه لأصبحت أقل من الحيوانات التي تتفوق عليّ في قوتها و سرعتها و عملها الجماعي و فطرتها السليمة.

نَعّم, سخّر الله جميع الكائنات لخدمة الإنسان. و لكن ما الدلالة على عِظَم الإنسان؟ لا أجد. فلو كان كائنا عظيما ما وصل الكون لما هو فيه من خراب و فساد, و ما كانت هناك حاجة لملء جهنم بأبناء هذا الجنس.

و لكنها الحكمة التي لا أعلمها, و أتمنى أن أعلمها ... يوما ما ... إن شاء الله.

No comments:

Post a Comment

Powered by Blogger.