Wednesday, April 6, 2011

الشعب يريد ورك تيتة


سؤالان في البداية: هل ذهبت من قبل للمتحف المصري أو القرية الفرعونية و رأيت غرفة المومياوات؟ هل ذهبت من قبل لأحد القبور و رأيت عظام الأموات؟ جميع الإجابات تؤدي إلى قراءة التالي ...

تخيّل أنه في أحد الأيام جاء "إنديانا جونز" الشرق: زاهي حواس و طلب الحفر في أحد قبور عائلتك, لأن الأبحاث و تحليلات الـ"دي إن إيه" أثبتت ارتباط عائلتك بالملكة "فسفس نونو", و بتحليل الأمراض الوراثية المتمكنة منك و من أهلك (و اللي يتشدّدلك كمان) يمكنه معرفة سبب موت هذه الملكة "الموزّة" العظيمة. و كتشجيع للبحث العلمي وافقت أنت على ذلك. و بالطبع لضيق القبر و الـ"فيو مش حلو للتصوير" كان لابد من نقل إحدى الجثث لأحد المعامل لدراستها دراسة متأنية و شرح المعلومات الجديدة, و كانت "تيتة" هي العينة المثالية للبحث بسبب التشابه الكبير بينها و بين الملكة الموزّة. و لأن كل قصة لا تخلو من الأشرار, قام أحد الطامعين بقطع "ورك" تيتة و تهريبه لخارج البلاد. و أنت تشاهد كل هذا في عجب من أن سمّانة تيتة بها بعض من حب الشباب يشبه الذي أدي لوفاة "فسفس نونو".

و من بحث لآخر و من حلقة وثائقية لأخرى, خرجت النتيجة بأن أسرتك بالفعل هي امتداد للعائلة المالكة و أن تيتة لابد أن يحافظ عليها في المتحف لأن ملامحها أكثر وضوحا من المومياء القديمة. هل ستكون مرتاحا لما يحدث لجثمان جدتك؟ هل ستترك المطالبة بالجزء المسروق "للجهات المعنية بالآثار"؟ هل ترى أي مشكلة في اقتحام قبرها و تقطيع جسدها و عرضه في متحف؟ ما الفرق بين جدتك التي يبلغ عمرها 100 عام و تلك التي تبلغ 5000 عام؟ أليست هي أيضا جسد كان به روح ثم اختبأ في التراب؟

لقد أعدت التفكير في موضوع غرفة المومياوات منذ زمن, لأنني لا أحب أن أنزل لمظاهرة عنوانها: الشعب يريد ورك تيتة...

No comments:

Post a Comment

Powered by Blogger.