تلك هي الأحداث التي رأيتها في ساعات الانتظار بلجنة المعهد الفني الصناعي بعين شمس, و التي لم أخرج منها إلا بمضاعفة إصابة قدمي.
نزلت بهمّة و نشاط من منزلي لأصل للّجنة المنشودة في الساعة الثامنة و 10 دقائق لأجد طابورا طويلا ربما يصل لـ 400 أو 500 فرد. و لأني في منطقة مليئة بالمدارس و المعاهد فقد رأيت الطوابير الأخرى من حولي. وجدت بين الناس من أتى من السابعة و الثلث , و من أنهى عمله في الصباح و آتى مباشرة في الثامنة .. إلخ. وقفت في طابور يتحرك ببطء شديد رغم أن المدرسة لا تزال مغلقة, و السبب الظاهر هو أن الناس كانت تملّ و تمشي, لأنه لا يوجد سبيل آخر للتقدم.
بدأ الباب يفتح في الساعة الحادية عشرة و الربع, ليتقدم الطابور بسرعة و أجد المفاجأة: الطابور يتفتت و نرجع للزحام و "الهرجلة" في فناء المعهد, و بهذا كان الطابور الخارجي خاليا من أي فائدة إلا التعرف على أناس جدد و الدخول في مناقشات مثيرة في مواضيع متعددة.
في الداخل كانت النفسيات مدمرة من الأخبار التي نتلقاها عن تأخر الأوراق و تأخر المراقبين في لجنتنا و اللجان المحيطة بالإضافة لمن يتابع الأخبار و يوافينا بالمستجدات. و عرفنا أن أفراد الجيش قد أدخلونا فقط من أجل تخفيف الضغط على الشارع و حركة المرور. و أن الورق قد تأخر لأنه قد "ذهب بطريق الخطأ لمدينة نصر" ! و كأننا نصدق! أحد أفراد الجيش أراد أن يكون الموضوع منظما أكثر من هذا فاقترح الوقوف في طوابير حسب اللجنة التي ينتمي لها كل ناخب, فتحرك من في المقدمة ليشيروا لمن ورائم بأرقام اللجان , ثم الكتابة على ما وجدوا من أرواق كرتونية لتقام الطوابير, و ظلت الطوابير في التضخم حتى لم يصبح هناك مكان ليستمر الطابور بشكله المنظم.
ثم على الساعة الحادية عشرة و النصف جاء الورق الخاص بلجنة واحدة فقط, و لم يأت المندوب, فتم عمل محضر و أخذ شخص من الناخبين ليصبح هو المندوب و سط هتاف و سباب الناس مما يحدث من إهمال و تأخير. و بدأت همجية الناخبين المنتمين للجنة 488 التي وصل ورقها, عندها نسي الكثيرون منهم ما كانوا يتظاهرون بأنهم يمارسونه من نظام أو احترام. ظل الحال على ما هو عليه حتى الساعة الثانية عشرة و النصف حين قررت الذهاب لبيتي لآخذ أغراضي و أذهب للعمل بعد انعدام الأمل في وصول الأوراق أو "اللي يتشددلها", فوجدت قدمي لا تساعدني على الحركة و أن إصابتها قد زادت, مما زاد من غضبي الذي أصيب بالتضخم على مر السنين.
في هذه الفترة رأيت من يدعو لحزب النور و يقترح الأشخاص على من أتوا دون تحديد شخص بعينه ينتخبونه.
رأيت من أتي خوفا من الغرامة (الـ 500 جنيه) و لا يعرف ما يفعل, و منهم كبار السن.
رأيت من يصف لشخص آخر في التليفون الرموز التي يختارها من الكتلة المصرية (و في لمحة سريعة لمحت الصليب كما كنت أتوقع).
شهدت مولد نكتة من قلب الزحام, نكتة إباحية لا أستطيع قولها, و لكنها مرتبطة "بأعضاء اللجنة".
على كل حال, هذه بعض الصور و الفيديوهات من داخل لجنتي و من خارج اللجان المحيطة.
الزحام على بوابة اللجان بعد الدخول لفناء المعهد
المنظمون و بعض الأفراد الذين لا أعرفهم يشاهدون المشهد من أعلى
محولات إقامة طوابير حسب رقم اللجنة
تزاحم بعض الناخبين الذين لا يريدون الالتزام بالطوابير, رغم أن لجنتهم ليست اللجنة التي جاء ورقها (دماغ أمهم قذرة), و لا يستطيع أفراد الجيش أو الشرطة إثنائهم عن هذا
الزحام و ضيق المكان لا يسمح باستمرار الطوابير بالخلف, و بالطبع لا مكان لأفكار هندسية
هذا هو أسلوب الدخول الوحيد لداخل اللجنة, التدافع وسط الماشية
طابور مدرسة السيدة خديجة بعين شمس, لجانهم لا تزال مغلقة
طابور مدرسة الشهيد مصطفى حافظ بعين شمس, لجانهم لا تزال مغلقة
تم رفع فيديوهين قصيرين
تحديث 2:
نقلا عن صديق: الساعة الآن 5:18 مساءً .. لا جديد !
تحديث 3:
أثناء ذهابي للطبيب, مررت باللجنة مرة أخرى فوجدت طابورا قصيرا لا يتعدى الثلاثين شخصا , تمت عملية الانتخاب بنجاح خلال 15 دقيقة و لله الحمد, قبل نصف ساعة من ميعاد الإغلاق. سألت شخصا أمامي فقال لي أن اللجنة تم فتحها حوالي الساعة السادسة.