قال
رسول الله صلى الله عليه و سلّم:
“دَعُوهَا
فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ".
“روسيا
هي أمي"
هي
سلسلة تدوينات تهدف لهدم كل التصورات و
الشعارات الفارغة التي يطلقها المصريون
على بلدهم و أنفسهم ليعطوا لأنفسهم مميزات
يدّعون انفراد مصر بها.
الهدف
من هذه السلسلة هو العودة
للواقع و البعد عن أساطير الأولين التي
تجعل المصري يفتخر -مثلا-
بالآثار
التي يكتفي بالمطالبة بالأموال لرؤيتها,
دون
أي خجل من الاستمرار في العيش على بقايا
حضارة بائدة.
و
عدم وجود أي نيه لصنع حضارة خاصة به!
السلسلة
قد تتسم في بعض الأحيان بالسخرية و شدة
اللفظ لكي تشابه النمط السائد في عقول
الأغلبية المصرية التي أصبحت لا تتفاهم
إلا بهذا الأسلوب.
انتهت
المقدمة,
و
الآن مع الجزء الأول.
الجزء
الأول:
ادخلوها
آمنين
كثيرا
ما يتباهى المصريون بتفضيل القرآن لهم
(تماما
مثلما فعل يهود مصر في كتابهم و من بعدهم
مسيحيو العالم!),
حيث
يذكرون بكل فخر الآية التي تقول:
“ ادخلوا
مصر إن شاء الله آمنين
” دون أي يعلموا أي شيء عن هذه الجملة,
لا
حرف قبلها ولا حرف بعدها!
رغم
أنهم إذا أتعبوا عقولهم الصدئة قليلا و
قرأوا الآية كاملة فلربما بدؤوا ينظرون
للواقع بعيدا عن القبلية المنتنة التي
لا جدوى منها.
فالآية
تقول: “
فلما
دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا
مصر إن شاء الله آمنين
” (سورة
يوسف :
99) , و
بالخروج أكثر للصورة الكبيرة سيجدون قصة
سيدنا يوسف بالكامل و بها المقدمات لذكر
هذه الآية.
الخلاصة
هي اختصاص أهل سيدنا يوسف بالآية ,
و
في تفسير آخر:
اختصاص
أهل مصر في هذه الفترة ببركة أسرة النبوة
التي قدمت إليها خلال فترة الجدب و الجفاف.
هذا
التفسير من كتاب "تفسير
القرآن العظيم"
لـ
"ابن
كثير"
:
[ ص:
411 ] ( فلما
دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا
مصر إن شاء الله آمنين (
99 ) ورفع
أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا
أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي
حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء
بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني
وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو
العليم الحكيم (
100 ) )
يخبر
تعالى عن ورود يعقوب ، عليه السلام ، على
يوسف -
عليه
السلام -
وقدومه
بلاد مصر ، لما كان يوسف قد تقدم إلى إخوته
أن يأتوه بأهلهم أجمعين ، فتحملوا عن
آخرهم وترحلوا من بلاد كنعان قاصدين بلاد
مصر ، فلما أخبر يوسف ، عليه السلام ،
باقترابهم خرج لتلقيهم ، وأمر [
الملك
] أمراءه
وأكابر الناس بالخروج [
مع
يوسف ]
لتلقي
نبي الله يعقوب ، عليه السلام ، ويقال :
إن
الملك خرج أيضا لتلقيه ، وهو الأشبه .
وقد
أشكل قوله :
( آوى
إليه أبويه وقال ادخلوا مصر )
على
كثير من المفسرين ، فقال بعضهم :
هذا
من المقدم والمؤخر ، ومعنى الكلام :
( وقال
ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين )
وآوى
إليه أبويه ، ورفعهما على العرش .
وقد
رد ابن جرير هذا .
وأجاد
في ذلك .
ثم
اختار ما حكاه عن السدي :
أن
يوسف آوى إليه أبويه لما تلقاهما ، ثم لما
وصلوا باب البلد قال :
( ادخلوا
مصر إن شاء الله آمنين )
وفي
هذا نظر أيضا;
لأن
الإيواء إنما يكون في المنزل ، كقوله :
( آوى
إليه أخاه )
وفي
الحديث :
" من
آوى محدثا "
وما
المانع أن يكون قال لهم بعدما دخلوا عليه
وآواهم إليه :
( ادخلوا
مصر )
وضمنه
: اسكنوا
مصر ( إن
شاء الله آمنين )
أي
: مما
كنتم فيه من الجهد والقحط ، ويقال ، والله
أعلم :
إن
الله تعالى رفع عن أهل مصر بقية السنين
المجدبة ببركة قدوم يعقوب عليهم ، كما
رفع بقية السنين التي دعا بها رسول الله
- صلى
الله عليه وسلم -
على
أهل مكة حين قال :
" اللهم
أعني عليهم بسبع كسبع يوسف "
،
ثم لما تضرعوا إليه واستشفعوا لديه ،
وأرسلوا أبا سفيان في ذلك ، فدعا لهم ،
فرفع عنهم بقية ذلك ببركة دعائه ، عليه
السلام .
و
بعد قراءة التفسير,
و
ربما زيادة البحث لتصدّقوا ما أقول,
و
بعد – و هو الأهم-
إعمال
العقول و التفكير جيدا:
بأي
دليل يتفاخر المصريون بالأمن الإلهى الذي
اختصهم به الله؟ هل الحماية المزعومة و
التي يبرهن عليها المصريون كانت آتية دون
أي تعب من المصريين؟ هل أرسل الله الطير
الأبابيل لحماية مصر؟ إن المصريين القدامى
قد أخذوا بالأسباب في تطوير جيوشهم و
مناوراتهم فأيدّهم الله بالنصر,
فكان
نصرا مستحقا,
لا
معجزة لهذا "الشعب
المختار"
!
“فستذكرون
ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله
بصير بالعباد"
No comments:
Post a Comment