(تحذير قبل البدء: أنا لا أخاف من التحدث بصراحة, قد تؤلم البعض, ولكن الألم جزء أساسي في الحياة)
احنا ناقصين أصلنا. كل شوية تطلع مشكلة بسبب إدارة قذرة و الصغيرين هما اللي يلبسوا في الحيط أو يمشوا ورا اللي بيتقال زي البهايم. و من كتر خنقتي أكتب شوية كلام عن التعامل بين المسلمين و المسيحيين و الأسلوب الساذج في التعامل مع المشاكل, و في النص أكتب عن أصل كلمة "قبطي" للمرة المليون و أنفي علاقتها بالمسيحية. ياللا .. خلليني أرجع أكتب باللغة العربية تاني, ع الأقل الشتيمة بيبقى شكلها أرقى.
كل فترة تظهر مشكلة لفتاة أسلمت ثم اختفت و ادعى زوجها أو شيخها أنها اختطفت, و ادّعى أهلها أو شمّاس كنيستها أنها هاربة بسبب مشكلات و لم تسلم ... ثم ندور في حلقة مفرغة تدل على غباء مفرط في التحليل.
أجمل ما في الصمت هو سماع آراء حديدة و حكايات لا حصر لها. من سائق التاكسي لكلام الأقارب لحكايات البرامج و الجرائد. امرأة مسيحية تزوجت رجلا مسلما و كان أهلها أرقى من التهور فاكتفوا بمقاطعتها. و أخرى أسلمت و هربت من أهلها في الصعيد إلى القاهرة, لتختبئ مع زوجها في زحام العاصمة, و يبحث أهلها عنها لينزلوا بها أشد العقاب, و ينال زوجها ما لذ و طاب من التعذيب و ربما القتل. أو أسمع من عجائز حي عين شمس عن امرأة تدعى "وفاء قسطنطين" أسلمت ثم تم خطفها و حبسها في منزل في منطقة النعام حتى تم ترحيلها لأحد الأديرة. و كلام عن كنيسة في حي مصر الجديدة تحدث فيها أمور مماثلة مع نساء أو رجال دين أسلموا. و نهاية بالفتاة "عبير" التي خطفتها الكنيسة لحين يتم ترحيلها لأحد الأديرة. و قصة الأخيرة موجودة بالتفصيل من فم وزير الداخلية (منصور العيسوي): زوج أخذ الشرطة و الجيش ليطالب بزوجته من الكنيسة فتم إغلاق الأبواب و بدأ أحد المسيحيين ( و ليس الأقباط) بإطلاق النار.
و بين كل قصة و قصة تجد قصة أخرى دموية. قال أهلنا في الماضي: لا دخان من غير نار. فأقل ما يجب أن يحدث من أي إنسان رائد عاقل بالغ أن يسأل عما يحدث و يتحقق منه, لا أن يسمع دون تحليل و من كل الأطراف. أعرف يقينا ما يقوله المسيحيون في كنائسهم (من كلام المسيحيين العقلاء و من أسلموا) كما أعرف يقينا ما يقوله المسلمون. أعمال معروفة تحدث, و لكن بسبب عمليات الشحن المتواصلة يصبح الموضوع أكثر من مجرد اختطاف, بصبح الموضوع حربا بين جانبين. و من أحب أن ألعن في مثل هذه الظروف؟ نظير جيد المسمى بشنودة. فبسبب قراءتي عن المسيحية الحقيقية عرفت أنها بعيدة عما يقوله هذا العجوز و من حوله من خرافات و إسقاطات تزرع الفتنة و الحقد بين من يسمعه من الديانتين. فهو دائم التمسّح في النظام السابق. و لا يكف عن ذكر "أقباط المهجر" ليشير أن المسيحية هي الأساس في مصر و أن المسلمين أتوا غازين و أنهم ليسوا أقباطا, و أن مسيحيوا الولايات المتحدة هم مطرودون من بلدهم, تماما مثلما يقول اليهود عن الشتات و أرض الميعاد. يقول أنه لا يريد مشكلات و يريد أن يعيش في سلام بعيدا عن السياسة في إشارة لأن المسيحيين هم قلة مستضعة تمشي بجانب الحيط, ثم يذهب في جولات يلقي فيها بكلام لا يصح و زيارات متكررة لأمريكا بحجة العلاج, تماما مثل من يتمسح بهم و دخلوا الأن سجن طرة.
و للأسف من يسمع هذا الكلام من المسلمين أمثالي يدرك الجريمة التي تتم برعاية الإعلام و الحكومة بالكامل. فأنا لا أريد أن أجد مجموعات دينية مغلقة على نفسها تفيد بعضها البعض بداخل الكنائس و لا تريد الانخراط في المجتمع بحجة أن كبيرهم قال هذا. و من يسمع هذا الكلام من المسيحيين و يصدّقه يصبح دمية في يد كاهن لا يريد إلا مصلحته, و من يسمع ولا يصدّق يصبح من المغضوب عليهم. و والله لو أصبحت مصر دولة مسيحية لظل المسيحيون أقلية تشعر بالخوف لأن من هذه الأحاسيس تأتي الفوائد للكهنة, يحدث ذلك منذ عصر الفراعنة مع كهنة الشمس و حتى الآن.
أنا كمسلم لا أستمع لشيخ أيا كان اتجاهه إلا بعد التأكد من مصادره و منطقية كلامه, و لا أريد أن أكون دمية في يد أحد الشيوخ لمجرد أنه يمتلك لحية و درس بالأزهر. و أفاجأ بزملاء لي من المسيحيين يجرون دون تفكير وراء شنودة و من تحته ويغضون بصرهم عن أي خطأ و كأنه نبي منزّه عن الخطأ. لماذا لا تفكرون بعقولكم بدلا من عقل هذا الرجل العجوز؟ ألا ترون ما فعله مع النظام القديم و لا يزال يفعله الآن؟ كيف تترحمون على أيام "مبارك" العميل؟ هل تريدون من "يشحت" عليكم بحجة الأقلية المستضعفة و يكبت الملتزمين من إخوانكم المسلمين من الناحية الدينية ثم يسرقككم و يسمم غذاءكم جميعا دون تمييز لدين؟
لا فائدة من العلاج بالكبت و الصمت. لابد من فتح الحوار على مستوى الشعب بعد التخلص من رؤوس الفساد. من يشحن الخوف في المسيحيين و من يشحن الغلظة في المسلمين. صورة المسلم و المسيحي و الحمام الأبيض في الخلفية لا تفيد في شيء. بل على العكس: المخ الخامل كلما سمع كلمة "مسلم و مسيحي" فهو يتم تدريبه تلقائيا على الفصل و التمييز, و من لا يعي ما يحدث أو يفكر فيه تجده يتأثر بهذا التمييز دون أن يشعر. كل ما يحدث هو نتيجة لقلة الثقافة, و الثقافة ليست بالشهادات. فجدتي –رحمها الله- التي تربّت في حارة اليهود في أسرة بسيطة تملك من السماحة و الثقافة أكثر ممن يتباهى بشهاداته.
بالله عليكم حكّموا عقولكم و اسمعوا من كل الأطراف, ليس لأحد سلطة علينا إلا الله و رسله, و الباقين قد يضلّون أو يخطئون. إن كانت ابنة "عفت السادات" تم خطفها و إرجاعها بعد عدة ساعات على يد الشرطة (أو هذا ما قاله الإعلام), فيمكن للشرطة و الجيش و الأهالي إظهار أي فتاة مختفية "إن" أرادوا ...
معاني المفردات:ـ
قبطي: مصري, ليس لها علاقة بالمسيحية
شيخ: رجل عجوز, ليس لها علاقة بالإسلام
No comments:
Post a Comment