عندما جاءت العاصفة ساندي لتلقى بمياهها و تدفع بدمارها على الساحل الشرقي للقارة الأمريكية الشمالية, ظهر ذلك الخلاف عن ما إذا كان من حق أحد الفرح بهذا الدمار أم لابد من التعاطف مع الإخوة المواطنين في الولايات المتحدة الشقيقة. هنا يأتي سؤالي: هل الشعب الأمريكي منفصل عن قراراتها؟
عندما أرجع بالزمن أجد أن الشعب الأمريكي إما موافق على قرارات رؤسائه, و إما غير موافق ولا ينتفض أبدا. و ذروة حنقي كانت عند إعادة انتخاب جورج بوش الابن لكي "يكافح الإرهاب" و يحمي أمن الولايات المتحدة القومي بشكل مستفز يذكّرني بتأييد هتلر أو نيرون من قِبَل شعوبهم في قراراتهم الدموية. عندها كنت على يقين أن أغلبية من يملكون حق التصويت هم من وافق على استمرار تنديس الأراضي المسلمة و اغتصاب و ذبح نسائها و تعذيب رجالها و التبول على المصاحف و هدم و حرق مساجدها في أفغانستان و العراق و استمرار التدخل المستمر في قرارات باقي الدول بجانب القواعد العسكرية و حماية الورم الصهيوني المستمر في التجريف و القتل و توسيع ورمه.
إن كان للديمقراطية فائدة, فهي إشراك المواطنين في مسئولية ما يفعله القائد. تلك الأغلبية المستمرة في الموافقة أو الخضوع هي سبب رئيسي في ما يحدث للمواطنين في الناحية الأخرى من الأرض التي لا يعرفون عنها الكثير. حينها و إن تعاطفت مع هؤلاء الناس بجانبي الإنساني, إلا أنني لا أملك إلا أن أفرح في العقاب و الدمار الذي لا تستطيع دولة على الأرض أن تنقله إلى القارة الأمريكية -اللهم إلا هجوم 11 سبتمبر 2001, فالحرب مع هذا الورم الكبير (الدولة الأمريكية قامت على الإبادة و الاستعباد, تذكير لمن ينسى) كانت دائما خارج أرضه إلا من هجوم بريطاني شرقي هنا (في البداية) أو هجوم على ساحل غربي هناك (الحرب العالمية الثانية).
كونك لم تنشأ في دولة مدمَرة أو لم تدخل سجنا أو لم تفقد عزيزا أو لم تشعر بإهانة لجريمة خارج "تراب" بلدك لا يعني أن أهل هذه البلاد أو من يتعاطف معها أو من يشاركها قضيتها يشاركونك نفس الشعور. كم أود أن أتعاطف بدافع الإنسانية, لكن قلبي انفطر مرة بعد أخرى و قارب رصيد تعاطفي على النفاذ من كثرة الجرائم التي استهدفت بلدي و ديني و إقليمي و جنسي و كوكبي.