في ظل ثورة يناير و انتشار المطالب بالحرية في كل شيء, سمعت من أحد أقربائي تلك القصة عن طلبة مدرسته –ابن خلدون الثانوية بنين-. عندما وجد الطلاب أن التظاهرات و الاعتصامات تجتاح الشركات و المدارس و الجامعات, قرروا أن يستفيدوا من هذه الصيحة الجديدة و يطالبوا بالتغيير في مدرستهم. و إذا بهم يتظاهرون من أجل "حرية التدخين في المدرسة" !!! فالمدرسون مسموح لهم بالتدخين في المدرسة, بعكس الطلبة الذين "يضطرون" للتدخين في الحمامات. و قد آن الأوان للخروج من حالة الخضوع و المطالبة بالمساواة!
و لم يكتفي الطلاب بذلك, بل قرروا الخروج من المدرسة و الذهاب للتحرير سيرًا – من الحلمية -, و لكن أولا لابد من فعل خطوة وطنية عظيمة. فإذا بهم يذهبون لمدرسة الحلمية الثانوية بنات و ينادون على البنات للنزول و الانضمام لهم! و بالطبع هناك من البنات من أخذتهم "الوطنية" و نزلن ليشاركن في هذا الحدث الوطني العظيم ! و هكذا ذهب هذا المزيج من الشباب و البنات - ذوي الطبع الحامي و الغيرة على مستقبل مصر – من الحلمية إلى التحرير سيرا على الأقدام .. و كما قال شخص لا أعرفه: "البحر بيضحك ليه, و انا ماشية أتدلع أملا القلل". لا أعلم إن كانوا وصلوا للتحرير بالفعل أم اكتفوا بأقرب كازينو, فالنضال ليس مرتبط بمكان!
تلك كانت لمحة من الجانب الآخر للثورة, و فئة أخرى من الثوار تذكّرني بفيلم "رامي الاعتصامي". حين تحجج بعض الشباب و البنات بالاعتصام ليكونوا "على راحتهم" بعيدا عن أي "وجع دماغ" من الأهل.
ربنا ياخدكوا ياللي بتزيطوا في الزيطة, قادر يا كريم!
No comments:
Post a Comment