في إحدى محاضرات الكاتب و الباحث المثير للجدل "ديفيد آيكه", كان يتحدث عن أشياء مثل الجماعات الماسونية السرية و الأصول الغير أرضية لبعض العناصر البشرية و الرسائل التي ترسلها بعض المؤسسات لللاوعي عن مشاهدي البرامج و الإعلانات ... إلخ. و في أثناء كلامه –مابين علمي و غير علمي- لفتت نظري عبارة جيدة جدا, و هي أن الحواس الإنسانية مثل الرؤية و السمع تتشابه مع كيفية عمل أجهزة الاستقبال مثل الراديو و التليفزيون. و وجه التشابه في أن ماتشاهده ليس هو كل شيء. فعندما تبحث عن قناة و تشاهدها, فأنت تعلم أن هناك ترددات لقنوات أخرى تسقط على جهاز الاستقبال و لكنه يتجاهلها و يلتقط الموجات للقناة التي اخترتها أنت. كذلك التداخل الموجود بين إشارات محطات الردايو التليفزيون و اللاسلكي الخاص بالشرطة و التليفونات المحمولة و جهاز توجيه سيارات الأطفال ... كلها موجات موجودة من حولك. و لكن كل جهاز يستطيع أن يلتقط مجالا محددا من الترددات, و كذلك يستطيع الاختيار بين الترددات المتاحة له.
كذلك الإنسان, فحواسه محدودة ولا يستطيع تخطّي هذه الحدود بدون استخدام تقنياته الحديثة. فالترددات المسموعة و المرئية محصورة في مجال محدد. بل هناك من يختار –واعيا أو غير واعٍ- أن يتجاهل بعض الترددات. فالبعض عندما يكون مشغولا قد تلتقط أذنه نداءات شخص بجانبه و لكن مخه يرفضها بسبب انشغاله, و كذلك في حالات التنويم المغناطيسي عندما يمكن لشخص ألا يرى ابنته الواقفه أمامه لأن مخه قد أخذ الأوامر بتجاهل رؤيتها. ذلك هو الإنسان, خلقه الله بأدوات محدودة القدرات لاستقبال الإشارات –مثل العين أو الأذن- و بالرغم من ذلك يمكن لمخه أن يتجاهلها ولا يعالجها.
فإذا كان الأمر كذلك كما وصفه –و هو صادق في هذا الأمر, فهو حقيقة علمية- , فلماذا لا يكون عالم الجن هو فقط في ترددات خارج قدرتنا؟ ( حين قال الله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ). و إذا كان الأمر كذلك, فكم من "الإشارات السلبية" أو "حالات عدم الارتياح" قد يكون لها موجات لا نستطيع التقاطها. بل الأعظم من ذلك, ماهية الملائكة و الروح و العوالم الأخرى ... إلخ. هل يمكن تحقيق نظرية أينشتاين في الانتقال اللحظي إذا حوّلنا الإنسان لمجموعة ترددات يمكن نقلها بسرعات عالية عبر الموصلات؟
حتى الآن لا أعرف من استطاع إثبات هذه النظريات, و هي فقط محاولات لاستنتاج ما يمكن أن يكون حولنا أو حتى بداخلنا ولا نستطيع أن نراه. و ربما يأتي اليوم الذي تكون تكهنات أولئك العلماء و الكتّاب حقائق يدرسها أولادنا في المدرسة ...
No comments:
Post a Comment