في أحد الأيام, دقت امرأة صينية أحد الأبواب ففتح لها رجل البيت.
المرأة: عايز عروسة صيني؟
الرجل: (باستغراب) دي فين يعني !؟ (ربما عروسة لعبة أو دعابة)ـ
المرأة: أنا. أنا أسمع الكلام, أغسل, أربّي الأولاد ... بـ 1500 بس.
الرجل: لأ أنا متجوز و مراتي جوا
المرأة: مش مشكلة.
فطلب منها أن تذهب. و انتهى الموقف.
لو كنت مكانه هل كنت سأوافق؟ إنها لا تريد سوا مصاريف الزواج الأساسية في المكان المتاح. و على استعداد لجميع الأعمال المنزلية و تربية الأولاد دون أي عصيان للزوج. ربما تبدو للبعض كخادمة أو امرأة تحتاج لأي بيت. و ربما (بل أغلب الظن) أنها كذلك, فأي شخص أجنبي يريد أن يتزوج ليحصل على الجنسية في مقابل بعض التنازلات. و لكن هذا الموقف ذكّرني بكل الزيجات التي شهدتها و مازلت أشهدها في الفترة الأخيرة.
هي ليست زيجات بقدر ما هي تزاوجات. ليست اتفاقات بقدر ما هي مفاوضات. ليست مطالب بقدر ما هي حروب استنزاف. كل أسرة تنسى كيف بدأت و لا ترى إلا وضعها الحالي ولا تريد لابنها او ابنتها أقل من الوضع الحالي بل أعلى من ذلك بكثير. أصبح الرجل لا يريد إلا قطعة جيدة من اللحم تجيد سماع الأوامر و القيام بأي شيء يطلب منها (حتى لو به إغضاب لله). أصبحت المرأة تريد رجلا يسيل لعابه عند رؤيتها و ينسى كل شيء إلا طلباتها, تتفاخر به أمام صاحباتها و تهينه في الطريق للمنزل. أصبح الأب يريد أن يزوّج ابنه بأقل مصاريف ممكنة و أن يكون له الكلمة العليا على كلا الأسرتين رغم أنه يطالب بأعلى سعر عندما يتقدّم أي شخص للزواج من ابنته و كأنه مالك لأحد أسواق النخاسة.
أصبح الهدف من الزواج هو إشباع الحاجات الحيوانية و رسم صورة اجتماعية. لا حاجة لهم في التفكير في شكل الأسرة أو مستوى الأطفال الناتج عنها. لا يفكّرون في مجتمعهم أو دينهم أو حتى حالهم بعد بضع سنوات. لذلك نرى حالات الطلاق/العنوسة/الزنا المتزايدة. نرى المستوى المتدنّي للحوار و التعامل بين الزوجين. نرى المستوى الآخذ في التدنّي للأجيال المتتابعة. لا يتذّكر الكثيرون الشيء المسمّى بالدين إلا في الزيارات القليلة للمسجد أو الكنيسة. لا يتذّكر الكثيرون الشيء المسمّى بالأخلاق إلا في .... لا شيء.
فهل بعد فساد القانون و اللجوء لقانون الغابة الخاص بنا, و فساد بضائعنا و اللجوء للاستيراد و السرقة, و فساد الصحة و اللجوء للعلاجات و الشعوذة ... هل نيأس من فساد التزاوج و نلجأ للزواج الصيني؟
لا أظن ذلك, فكل الفساد الحادث من حولي لا ينطق بكلمة "زواج" أو حتى "تزاوج". بل ربما أسمع "الإيجار الجديد". و لكن مهلا, لقد سمعتها بالفعل و كانت "مسيار", و لكنها كانت خاصة بالجواري فقط.
ثقافة آل سعود، سبب تدهور حال مصر، وحال العرب
ReplyDeleteوالاخوان يخدمون الثقافة الوهابية باخلاص، على مدى نصف قرن تم تدمير كل القيم المصرية، قيم احترام المرآة لتتحول مصر لبلد التحرش وسوق لأثرياء آل سعود لتطبيق مبادئهم الحقيقية فيما يخص الجنس...
والمصيبة احتمال يمسكوا البلد...
رغم بغضي لكلمة و فكر "آل سعود" التي تمتلك السعودية و رموزها الدينية, إلا أنهم ليسوا الوحيدين,
ReplyDeleteبل آل سعود و آل محسن و أل ريتشارد
و لكن في النهاية يأتي آل مصر ليغيّروا.
ربما كانت 50 أو 60 سنة فترة كبيرة بالنسبة لنا, لكنها ليست بالكبيرة في صفحات التاريخ
:D
ReplyDeleteماهو المشكلة ان ممكن عمرنا ينتهي قبل ما الصفحة تتقلب
ساعات التفاؤل والتشاؤم عندي كثيرة، لكن المستقبل فعلا صعب توقعه...