كلما امتد أجلي على هذا الكوكب, كلما رأيت تناقضات داخل نفس المجموعة, بل داخل نفس الإنسان. و هذه المرة رأيت تناقضا لم أستطع أن أبرره.
منذ حوالي أسبوع - قبل "نهاية العالم" بأيام -, كان يذاع برنامج "صوت الحياة" - نسخة احتكارية سيئة التنفيذ من برنامج The Voice -. و في بداية البرنامج كان مقدم البرنامج يجري حوارا مع المتنافسين النهائيين. و جاء سؤال: "ماذا ستفعل يوم الجمعة؟", فكانت الإجابة المنطقية: "هاصللي الجمعة". رغم انتشار الخبر بين الشباب و مستخدمي الإنترنت بشكل خاص, إلا أنه لا مشكلة من تجاهل أو عدم معرفة شيء عن هذا الهوس الذي أصاب الغرب و أتباعه عن "نهاية العالم كما توقع شعب المايا" (رغم التشكيك في الفكرة من بعض الأصوات الخافتة). الغريب هو ما حدث بعدها.
عندما انتقل مقدم البرنامج للمتسابقة ليسألها عن ماذا تفعل يوم الجمعة (يوم نهاية العالم). فكان ردها: "هاغنّي و أتدرب عشان المرحلة اللي جاية". و حتى الآن لا مشكلة أيضا, ففكرة نهاية العالم لا تستحق الاهتمام بها أصلا. و لكن ما لفت نظري هو تعليق المتسابق الأول عليها: هاتختميها بغناء, ما تيجي تصلّي معانا؟" ... هنا كان اندهاشي.
لكل رأيه في الغناء. و أيا كان رأيه في تحليل أو تحريم الأغاني أو امتزاج الحلال و الحرام بها, فالموقف هو الذي جذبني و أثار دهشتي. أنت في مسابقة للغناء, و تريد أن تحترف الغناء ليصبح محور حياتك و مصدر دخلك, ثم تنكر عليها الغناء في آخر لحظات العالم! إذا كان عملك لا يصلح لأن تموت عليه فلماذا تفعله؟ و إن كنت محتاجا للمال - افتراضا - و لا سبيل آخر لذلك, فلا يبدو عليك أنك مضطر, بل مستمتع!
في مواقف عديدة لا أهتم برأي غيري بقدر ما أهتم بمقدماته و استنتاجاته. فالمنطق عندي أهم من القرار التالي له, لأنه الأساس. لذلك في مواقف أخرى قد أحاول إيجاد مبرر للرأي المقابل لي, أما هذه المرة فلا أستطيع إيجاد المبرر لهذا الموقف. و لكن يبدو أن في بعض الأحيان لابد أن أكتفي بالمشاهدة و التعجب في صمت حتى تأتي لحظة سفري خارج هذا الكوكب.
No comments:
Post a Comment