ما الصعوبة في تقبّل ذلك؟ الجدال في هذا الشأن يذكّرني بالجدال العقيم حول "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" , "و لكنها ليست أرضها!", "و لكنها الآن من حقها الدفاع عن نفسها", "و لكن الأساس أن الأرض ليست أرضها!" ....ـ
لم يكن المسلم أبدا كالمسيحي, و لم يكن الرجل كالمرأة, و لم يكن الأبيض كالأسود, و لم يكن الصحيح كالمعاق. تلك هي الحقيقة سواء شئنا أم أبينا. و إذا اعترفنا بهذه الحقيقة فلن يتضرر أحد –على الأقل أصحاب الحقوق-, فمن يتضرر من إلغاء هذه الشعارات الرنانة المطالبة بالمساواة هو من يجد مكسبه من الشحن المتصل بين الأفراد و البحث عن كل السبل التي قد تزيل هذه الفروق. هؤلاء المنتفعين الذين يتظاهرون طوال الوقت بعدم وجود اختلافات و ينظرون بأطراف أنوفهم لمن يخالفهم في الرأي. و يكونون من الثقة و القوة للحد الذي ينقل هذة الاكذوبة للناس كحقيقة جليّة تناطح الشمس في الوضوح.ـ
هل يخالف ذلك حديث سيدنا محمد صلى الله عليه و سلّم أن لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى؟ إطلاقا ! فليس معنى الاعتراف بوجود فروقات أن نرسم طبقات من العبودية أو التفريق, و لكن المقصود أن يعترف كل شخص بما لديه و ما ليس لديه, و يعترف بطبيعية وجود امتيازات عند الآخرين لا يمكن امتلاكها. لقد جعلنا الله شعوبا و قبائل لنتعارف. إذا نظرنا للحضارات نجد أن لكل حضارة ما يميزها, و إذا نظرنا لأسرة نجد أن لكل فرد ما يميزه.ـ
فما الداعى لظهور الشمطاوات اللاتي تطالبن بالمساواة مع الرجل في كل شيء؟ رغم انسحابهن و تضاؤلهن عند ذكر المهام الشاقة مثل الحرب, فحينها تلعبن بورقة الأنوثة و الرقة. و ما الداعي لمراسم الإفطار الجماعي في رمضان للمسلمين و المسيحيين؟ لكل منهم دينه و صيامه و إفطاره! و ما الداعي لشعار "أنا لست معاقا"؟ فلو أصابني مرض أو حادث و فقدت أحد قدراتي و أصبح ذلك "عائقا" لي, فأنا معاق, و لكنها أصبحت نوعا من السباب بدون سبب واضح. و الأمثلة كثيرة لمدّعي التفريق.ـ
فبالله عليكم كفاكم شعارات زائفة و لنعترف بالحق. فمشكلتكم الأزلية ليست في الاختلافات و لكن في كيفية التعامل معها.ـ