عندما أنظر لثورة 25 يناير و أسمع كلمة "الشعب يريد", تختلط الأفكار في رأسي و أتذكّر مواقف و أحداث ترفض اجتماع الثورة و الهتاف معا. من هذه الأمور: رفض التوريث.
وقفة عمالية لرفض توريث الوظائف
عندما أرى من يرفض توريث الرئاسة من مبارك لابنه, ثم يرفض "أخونة" الدولة, و يأتي حتى ابنه و تتوقف تلك الشعارات و يرفع شعار "نفسي نفسي", أعرف أن هذه الشخص بدون مبادئ واضحة. فمبادئه هي أقرب للاجتماعيات منها للأخلاقيات. ما أقصده هو "تعيين أبناء العاملين", ذلك الطقس المقزز الذي يسحب العديد من الوظائف الحكومية لصالح أبناء العاملين فيها و يترك الكفاءات التي بدون "ظَهر" لوحش البطالة. العجيب أن هذا الطقس وصل لدرجة تشبه القانون الذي من أجله ينتفض العاملون و يقطعون الطريق من أجل أخذ أبنائهم عديمي الكفاءات (قصة حقيقية)! فمَن هذا العظيم الذي اخترع هذا الطقس؟ ثم أي فكر عقيم تبنّى تلك الفكرة و دافع عنها دون تفكير في ما قد يحصل لأبنائه لو كانوا لا يملكون "ظهرا" بداخل المؤسسات؟ ثم مَن هذا المدير الجبان الذي يؤثر هدوء تلك الكائنات الظالمة و يوزع الوظائف على أبنائهم بدلا من التصدي لهم و تقديم العدل و تبنّي الكفاءات؟
لن أعترف يوما بثورة تتلخّص في رئيس أو حصّة من الحقائب الوزارية. الثورة لابد أن تكون حملة تنظيف مستمرة لرفض التوريث بكل أشكاله و إقامة العدل. و إلا ربما تخرج ثورة جديدة بهتاف: الشعب يريد إسقاط الشعب.
حقا, الحاكم مرآة شعبه.
No comments:
Post a Comment