إذا كنت تحلم بمشروع خاص بك, و تريد الزواج في وقت قريب, فربما تحتاج لتأجيل أحد المشروعين. لماذا؟
الزواج هو بدء حياة جديدة تحتاج من الإنسان المزيد من:
1- المال: و بعد بعض الحسابات بناء على ما أراه من حولي لبدء حياة متوسطة وجدت المصاريف تتعدّى 250000 ألف جنيه كمصاريف أساسية (قد يكون مدفوعا مقدما أو بأقساط أو ديون) غير المصاريف المستمرة. ربع مليون جنيه يعيدك إلى نقطة الصفر مع فرص أضعف للادخار من جديد.
2- الوقت: فالزواج يتطلّب مشاركة في الأمور الحياتية المعتادة للزيارات و النزهات و غيرها. و بوضع أوقات العمل و النوم, يتبقى القليل جدا للعمل على شيء آخر.
3- المسئوليات تجاه أفراد إضافية: فعندما يفكر الإنسان في أي مجازفة قد تؤثّر عليه ماديا أو نفسيا أو تهدد حياته فإنه يفكّر في العوامل التي تحيط به, و ها قد زاد العوامل. بالإضافة للمسئوليات الجديدة كربّ أو ربّة أسرة. (ربما التذكير بمجازر و شهداء الثورة قد يوضّح المثال).
4- المجهود العضلي و الذهني لإدارة كل هذه الأمور الجديدة المضافة: كل الأمور السابقة لا تتم من تلقاء نفسها, فلابد من أبسط أشكال التنظيم على أقل تقدير. و هذا ما أراه مشتركا بين الأزواج التقليديين حتى تكاد الأنماط تتكرر في الزيارات العائلية و نظام الأكل و مصاريف المدارس و الأعياد و المصايف ... إلخ
بالنظر لهذه النقاط, أجدها نفس النقاط التي يحتاجها من يريد بدء مشروع خاص. فهو يحتاج مال و وقت و التزام و حسابات المخاطرة و مجهود إضافي. فإذا كنت تمتلك هذه المقومات أو تسعى لامتلاكها. فهل تستهلكها في الزواج؟ أم تستهلكها في مشروعك؟ في الحالتين لابد من تضحيات, و الحل الوسط هو ضربة قاتلة لكل من الزواج و المشروع الخاص, فأنت لن تحصل إلا على نصف إمكانيات زواج و نصف إمكانيات مشروع.
هناك من أحدّثه في الزواج فأجد أنه لا يعلم لماذا يتزوّج إلا لأن الناس لابد لهم أن يتزوّجوا, و ينجب لأن الناس لابد أن تنجب. و ماذا تعرف عن التربية؟ لا شيء. كما تربّى سيربّي, مع بعض من الحذف و الإضافة. و رغم أن بعض علماء الدين يقولون أن العفة في حد ذاتها هدف للزواج, إلا أن كثيرين أصبحوا ينفّذونه كعادة لابد منها, فمن يطلب العفاف قد يؤجّل الإنجاب حتى ينضج أو يسدد ديونه أو يستقر في حياته, و لكن ذلك لا يحدث. و بهذا يضيع كل ما يملك دون فائدة تذكر و بالطبع دون تخطيط. فقط تزاوج و إنجاب و تربية ثم تزويج و موت. لا يختلفون كثيرا عن أي قبيلة من القرود.
أما من أحدّثه عن مشروع يضع فيه كل ما يملك من موارد و مجهود, فأجده يخطط جيدا لكيفية الاستفادة من الموارد و ما يريد أن يصل إليه في خلال عدة أشهر أو سنوات. فهو يعرف قيمة ما يضعه في هذا المشروع ولا يريد أن يخرج من هذه المعركة خالي الوفاض.
و بما أن السائد هو ثقافة القطيع و العادات و التقاليد التي تطغى على أي تفكير أو اجتهاد (و الأمثلة كثيرة, من اختزال الدين في اللحية كعنصر ذو التأثير الأكبر, و اختزال الحجاب في قطعة قماش تغطي أجزاء من الرأس بمصاحبة الـ"كارينا" و الـ"سكيني", إلى سب الدين مع الحفاظ على صلوات و صيام هذا الدين), أصبح الأسهل و الطبيعي هو خيار قطيع القرود دون ذكر أسباب الإنسان "المسلم" في الزواج, و بالطبع دون التطرّق للكلام الفضائي الذي يدعو للتفكير و التخطيط.
تلك هي نظريّتي التي فكّرت كثيرا فيها. و سواء كنت أصبت أم أخطأت, فبالتأكيد كلامي أفضل ممن لم يفكّر من الأساس. أفمن يفكّر كمن لا يفكّر؟ كل ما عليّ هو أن أفكّر و أتعلّم و أستشير و أستخير. فليس كل ما تراه "الأغلبية" صحيحاً (و اسألوا الدين و التاريخ).
تلك هي نظريّتي التي فكّرت كثيرا فيها. و سواء كنت أصبت أم أخطأت, فبالتأكيد كلامي أفضل ممن لم يفكّر من الأساس. أفمن يفكّر كمن لا يفكّر؟ كل ما عليّ هو أن أفكّر و أتعلّم و أستشير و أستخير. فليس كل ما تراه "الأغلبية" صحيحاً (و اسألوا الدين و التاريخ).
No comments:
Post a Comment